الصفحة الرئيسية  اقتصاد

اقتصاد الحبيب الملوّح (المدير العام المساعد لشركة عجيل): تجاوزنا الريادة المحليّة.. ونبحث عن غزو السوق الإفريقية

نشر في  23 ديسمبر 2015  (15:34)

الحبيب الملوّح ( المدير العام المساعد لشركة عجيل):

سنجهّز مشروعا ضخما يؤمن مستقبل تونس في الميزان الطاقي

وسنشاهد قريبا "حصان" عجيل " يرتع" في إفريقيا

تعتبر الشركة الوطنية لتوزيع البترول «عجيل» من أبرز العلامات التجارية التي لها بصمة ريادية في الاقتصاد الوطني. وقصد مزيد التعمق في أسرار ريادتها، اتصلت أخبار الجمهورية بالمدير العام المساعد السيد الحبيب الملوّح ـ ابن جمّال التي يفخر بالانتماء إليها ويعتبرها عاصمة له ـ للحديث معه عن أسرار النجاحات العديدة التي حققتها عجيل فكان التالي..

ـ لو تذكّرنا بطبيعة الدور الذي تضطلع به مؤسستكم «عجيل» في الاقتصاد التونسي؟

في حقيقة الأمر وأقولها صراحة، عجيل هي شركة الشعب وغنيّة عن التعريف بمجال اشتغالها في توزيع المحروقات.
وسوف أتطرقّ إلى المسيرة التاريخية لها، حيث كانت عجيل في السابق تشتغل تحت راية شركة AGIP  التي تكونت في الستينات  لكن وبالتفويت في 50 بالمائة منها لصالح الدولة التونسية في نفس الفترة، تم تأميمها و»تونستها» بالكامل سنة 1975 عندما اقتنت تونس الجزء المتبقي من رأس مالها.

وبعد تونستها، انطلق التفكير في تغيير شعارها من شعار الذئبة الخيالية التي تحمل 6 أرجل، إلى شعار الحصان السريع العربي الأصيل ولتتحول بذلك من AGIP إلى  AGIL مع الحفاظ على نفس اللون.

أمّا في ما يخصّ الدور الريادي الذي تحظى به عجيل، فتجدر الإشارة إلى أنه وفي حدود هذا اليوم تؤمن الشركة ما يقدّر بـ 42 بالمائة من حاجيات البلاد في ما يخص المحروقات على غرار «الغازوال والمازوط والبترول الأزرق وقوارير الغاز الطبيعي إلى جانب الزيوت وكيروزان الطيران وغيرها»..

ـ لو تحدّثنا عن المكانة  التي تحتلها عجيل في خضّم المنافسة صلب هذا القطاع الهام؟

لا شكّ أن شركة عجيل تعمل في قطاع تحتدم فيه المنافسة «الشرسة» بكل معنى الكلمة، فكما تعلمون فان هذا المجال تشتغل فيه 4 شركات عالمية على غرار شال وطوطال واوليبيا إلى جانب المستثمر التونسي ستار اويل.

وقد تمسّكت عجيل بالريادة منذ عشرات السنين، وهنا أذكر أنها احتلت المرتبة الأولى في جميع النشاطات ما عدا في الزيوت خلال سنوات 1985- 1990.

وكما قلت سابقا فإن عجيل تؤمّن 42 بالمائة من حاجيات البلاد، ويعود ذلك بالأساس  لاستثمارها في محطات توزيع المحروقات.

وللتذكير أيضا أنّ بتونس 850 محطة توزيع محروقات، منها 269 محطة لعجيل. ولعلّ من أبرز الخاصيات التي تملكها شركتنا تواجدها وتمركزها في كامل تراب الجمهورية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.

وبذلك فدورها هام كشركة تجارية ومرفق عمومي دائم الوجود، سواء في فترات الحاجة وكذلك في موجات البرد،  ولا أنسى يوم 15 جانفي 2011 الذي تجنّدنا فيه ليلا نهارا حتّى ننجح في تأمين كافة احتياجات المواطنين من  المحروقات في سائر أرجاء البلاد..

كما تجدر الإشارة إلى أن رقم معاملات عجيل هو 1600 مليون دينار، والذي مكنّها من أن تكون من الشركات الأوائل في البلاد التونسية من حيث أرقام المعاملات.. وهي مستمرة في تحقيق أرباح محترمة إلى جانب قيامها باستثمارات جبارة جدا في مجال البنية التحتية بالخصوص..

ـ على ذكر الاستثمارات، لو تذكر لنا أبرزها في مجال نشاط شركتكم؟

منذ سنة 2010 دأبت المؤسسة على القيام باستثمارات كبيرة للغاية، وصلت كلفتها إلى ما يقارب معدّل 70 مليون دينار سنويا، والذي وصلناه أيضا خلال سنة 2014، وقد تمت برمجته سنة 2015 ناهيك عن مخطط التنمية المقبل في سنوات 2016-2020.

كما أنّ الشركة تخطط لاستثمارات كبيرة في مجال البنية التحتية، وكذلك في ما يخص إحداث محطات توزيع محروقات جديدة نظرا للاحتياجات المتزايدة في مجال الطاقة وخاصة في غاز البترول المسيل.

هذا إلى جانب الاستثمارات في ما يخص مجال طاقات خزن غاز البترول المسيل، خاصة أنّ قارورة الغاز تعتبر من بين أساسيات التونسي الحياتية خاصة عند ذروة الاستهلاك في موجات البرد.

وحاليا هناك مشروع ضخم في طور الانجاز بقابس سيكون حيز الاستغلال في أواخر سنة 2016. ويهدف هذا المشروع إلى الرفع من مخزون الاحتياط في غاز البترول المسيل الذي تفتقر له بلادنا. كما سيكون المتنفس الوحيد لمشروع «نوارة»، أو مشروع غاز الجنوب للشركة التونسية للأنشطة البترولية.

كما سيهم هذا المشروع مستقبل تونس في الميزان الطاقي، لأنه سيقوم بإنتاج الغاز الطبيعي الذي تحتاجه البلاد لإنتاج الكهرباء.

ـ وماذا عن التعزيزات البشرية في هذا المشروع؟

الانتدابات في طور الانجاز، حيث سيشغل 100 موطن شغل مباشر في ما يخص التخزين فقط .

ـ هل حصل الجديد بالنسبة للانتدابات في عجيل؟

بالفعل عجيل مستمرة في الانتدابات السنوية وفق حاجياتها طبقا للقانون، وقد أعلنا في السابق عن نيّتنا في انتداب 100 إطار .

وهنا اطمئن التونسيين في هذا الخصوص، فأقول لهم انه لا مجال للتجاوز وخرق القانون فكل الانتدابات تتمّ وفقا للتراتيب القانونية الجاري العمل بها.

ـ بعيدا عن الوظائف، برأيكم ماهي أبرز المشاكل التي يعاني منها قطاع المحروقات اليوم في تونس؟

من أبرز المشاكل نذكر:  ضعف هامش الربح من ناحية، ومن ناحية ثانية ظاهرة المحروقات المهربة والتي تعتبر في الحقيقة خطرا كبيرا سواء على نشاط توزيع المحروقات وكذلك على المؤسسات التي تنشط في هذا المجال، ناهيك عن وكلاء المحطات.

ـ لو تحدّد لنا في ما يتمثّل هذا الخطر؟

طبعا لا مجال للشك في أن ظاهرة التهريب ظاهرة خطيرة تساهم في نخر الاقتصاد الوطني، وسأغتنم هذه الفرصة لأقول إن سيارة التونسي ثمينة جدا ولذلك  يتوجّب المحافظة عليها عبر تجنّب تزويدها بمحروقات مهربّة لا تحمل ضمانا ولا تحتوى على مواصفات تتلاءم معها.

وهنا أذكّر بالمثل الشعبي التونسي الذي يقول:»ما يعجبكش رخصو»، لذلك انصح كل تونسي بضرورة الامتناع عن التزود بتلك المحروقات المشبوهة، والتوجّه إلى المحطات المراقبة والمضمونة على غرار محطات عجيل.

من ناحية أخرى يجب على كل الأطراف المتداخلة التسريع في إيجاد حلّ جذري للحد من هذه الظاهرة الخطيرة والفتاكة.

ـ وماهي برأيكم أنجع الحلول؟

تتمثل بالأساس في  الومضات التحسيسية للمواطن الذي باستطاعته التصدي لمثل هذه الظاهرة، ثم يأتي دور الدولة التي بطبيعة الحال تعمل من اجل إيجاد الحل عبر اتخاذ الإجراءات اللازمة.

ـ وماهي الاجراءات التي اتخذتها عجيل لمجابهة موجة البرد القادمة؟

في الواقع هي إجراءات عديدة جدا، أذكر من بينها تكثيف الإنتاج عن طريق مراكز تعبئة قوارير الغاز، حيث سيشتغل العمال لساعات إضافية لتوفير كل الاحتياجات.

مع العلم أنّ الشركة التونسية لصناعات التكرير، هي التي كلفتها الدولة لاستيراد المواد البترولية  لشركات التوزيع . كما جنّدت وزارة الصناعة كل الشركات التي تعنى بمجال الطاقة والمحروقات، وذلك منذ أوائل الصائفة الماضية لضمان تزويد البلاد في الفترة الشتوية المقبلة سواء عبر تزويدهم بقوارير الغاز أو من مادة البترول الأزرق أو المحروقات بصفة عامة .

ـ بعد النجاح المحلي، هل برمجتم في مخططاتكم لآفاق أرحب وانتشار أوسع دوليا ؟

تملك عجيل رؤية إستراتيجية لتطوير خدماتها وخلق الثروات، ونحن في طور الاستعداد لخوض غمار المنافسة صلب السوق الإفريقية خاصة في مجال الزيوت الذي نسعى لتطوير مجاله. وإن شاء الله نشاهد قريبا شعار عجيل يرفرف وحصانه «يجري» في إفريقيا..

ـ نترك لكم المجال لانهاء المصافحة برسالة تودون بعثها؟

في الختام أتوجه لكل عمال عجيل  بالشكر لتجنّدهم من اجل شركتهم، وأدعو المواطن  التونسي لأن يفخر بشركة عجيل «التونسية» التي ستكون دائما بجانبه وقت الحاجة.

حاورته: منارة تليجاني